منذ أن حدثني المخرج فيصل شديد بأن أكون معه في فيلمه القادم عن مدائن صالح وأنا أتشوق لتتويج انتظار وتسويف دام ١٠ سنوات بزيارة هذا المكان التاريخي، هذه الزيارة التي سأصنع بها جواباً لسؤال بات يحرجني لسنين : هل زرت مدائن صالح؟
وعلى أنغام رائعة توني أندرسون الجديدة وقتها قضينا لحظات ساحرة تدفعنا بتهور لأن نقف على جنبات الطريق ونندمج تحت ظلال نحوتات الجبال وهيبتها التي تمتد من حائل وحتى العلا
فيلم وثائقي طويل يصنعه فيصل لصالح قناة الجزيرة يوثق فيلماً وثائقياً قصيراً أصنعه أنا برؤيتي مع أصدقائي عبدالعزيز وثامر الأحيدب . هذه بعض الصور الثابتة التي التقطتها للطريق والمكان
في مخيم مداخيل البيئي كان مبيتنا حيث تحفنا الجبال والنجوم ، لا وسائل اتصال ولا ضجيج مدينة فقط في قلب الطبيعة رغم أن الشتاء قد شارف على الانحسار والحرارة تبلغ ذروتها ظهراً ولا يكسرها إلا حمام ماء بارد منعش.
هيبة المكان وعظمته عندما يخبرك التاريخ بأنها مقابر علية القوم وأكابرها حيث حدود الأنباط الجنوبية ومسار رحلات الجنوب والشمال ، التماثيل والرسوم والرموز وإتقان النحت الجبلي كل هذه الأمور تسرق الدهشة منك حين تقع عيناك على أو هذه الواجهات الصخرية والتي تقدر ب ١٣٠ واجهة وأكثر ، ومن حسن حظ فيصل في فيلمه أن رهبة المكان وانطباعنا الأولي كان قد وثق بشكل عفوي بالكاميرا ، فهيبة المكان أنستنا أن الكاميرا تلتقط أحاديثنا العابرة التي رسمتها الجبال وتفاصيلها المدهشة
ألا ليتَ شعري، هلَ أبيتنّ ليلة ً, بوادي القُرى ؟ إني إذَنْ لَسعيد!
العلا بنخيلها ، بقريتها التراثية بمدينتها الجديدة بأحيائها الحديثة جنوباً بوادي القرى حيث التاريخ وحبيب بثينة بقصص الأسفار والجن والرحال حمل مشاعر الغرباء ولقاء الأحباء وملاحم التاريخ القديمة والحديثة ، تكاد تراها في النخل ومنظر الوادي المهيب من أعلى الجبال المحيطة ب.ه من مطل حرة عويرض
أيام مذهلة لا تنسى في حياتي في مكان أعتقد بأنه الورقة الرابحة للمملكة العربية السعودية حينما تتكلم عن سياحة الآثار وما ستشكله من وجهة عالمية للمهتمين حول العالم لغموض المكان وصعوبة الوصول إليه ، هو مكان ملهم حقاً إذا كان بصحبة مجموعة تدفعك للجنون والمغامرة