٢٠١٢/٣/٧ | كان اتصالا غير متوقع من الصديق الكويتي عبدالكريم الشطي مؤسس جمعية ليان ،، تجربة الوصول لحدود منطقة حرب هي إثارة بحد ذاتها والاختلاط مع النازحين الملايين من سوريا هو فرصة إنسانية قبل أن تكون مهنية لي كمصور ، فلم أتردد لحظة فقد كانت تجربتي للصومال والسفر لها قبلها أقسى بضروفها النفسية،، فبالرغم من أن هذه الرحلة كانت مرتبة ومنسقة أكثر مما توقعت ، إلا أن التوجس والرسائل المختصرة على أجهزة التواصل بين السائقين تدع الموضوع غامضا في منطقة تعتبر الفاصل لهذه الحرب التي بدت الطائفية تغلفها وتصنع منها وجها بشعا للحرب التي لم تعرف الجمال يوما ما !!
about Syrian refugees
An estimated 9 million Syrians have fled their homes since the outbreak of civil war in March 2011, taking refuge in neighbouring countries or within Syria itself. According to the United Nations High Commissioner for Refugees (UNHCR), over 3 million have fled to Syria’s immediate neighbours Turkey, Lebanon, Jordan and Iraq. 6.5 million are internally displaced within Syria. Meanwhile, under 150,000 Syrians have declared asylum in the European Union, while member states have pledged to resettle a further 33,000 Syrians. The vast majority of these resettlement spots – 28,500 or 85% – are pledged by Germany.
كلمات الاستعطاف وايقاف التصوير وضوء الكشاف يشتت لحظات الودّ التي كنا نحاول إيصالها عند لقاءنا بأحد النازحين !! ففكرة الملاحقة من النظام تشكل هاجسا له قد يداهمه في أي لحظة كيف لا وهو يقدم لنا طفلة هي في الواقع ليست إبنته بل هي إحدى بنات قريباته التي يتّمها النظام قبل أيام من فراره بها وعائلته مكرهاً إلى طرابلس ،
دعوات ملحّة بالنصر والتوفيق والشكر حينما نقابل هذه السيدة وهي تشكر من سخر لها هذا المكان لينام فيه أطفال من ثلاث عوائل !! هو في الحقيقة ليس بيتا بل (ملحمة!!) لبائع لحم لبناني أغلقت أبوابها ليلا ليتكرم عليهم صاحبها بفتحها لهم كل ليلة ليناموا فيها ثم في الصباح الباكر البارد يخرجون بحثا عن مأوى يلم شتاتهم متمنين أن يحل الظلام ليعودوا لهذه الملحمة يتوسدون فيها تعبهم على ذكريات الوطن والبيت والمزرعة والكرم وما تجود به أنفسهم حينما يقدمون لنا عشاء بسيط وأيديهم تمد لنا خبزا قد استوى خجلا وهم يقصون لنا حياتهم قبل وكيف اصبحت وكيف بات في كل دار قصة يتم أو حزن أو عاهة دائمة !!
على كيلوات قليلة من الحدود اللبنانية السورية حيث يشكل البساط الأخضر بمزارعه المنبسطة في الأفق مشهدا جميلا تترامى فيه تجمعات البيوت والقرى ،، ولا تكاد تسير حتى ترى آثار اللاجئين الذي عبروا نهر خالد مشيا خوفا من الحرب متخفين بمزارع القمح التي تتمايل مرتفعة للسماء لتخفي خطوات الخوف والغربة والبعد عن الوطن كما يحدثنا الصديق عبدالكريم الشطي مؤسس مجموعة ليان ،، هذه العوائل التي بدأت تزحف إلى لبنان كما تقدرها مفوضية الأمم المتحدة بأن عددهم قارب ٦٠٠٠ شخص بينما هم وقتها قد فاقوا ٣٠٠٠٠ شخص يداهمهم البرد والمرض والفقر ويعيشون تحت رحمة وكرم اللبنانيون الكرماء الذين ذاقوا ما ذاقه أبان الحرب الأهلية وهربوا إلى سوريا ويتذكرون مصيبتهم الماضية ويحاولون قدر المستطاع رد الدين الذي يجدونه حقا من حقوق وواجبات الجيرة
لعل الشيء الجميل والباعث للحياة هو نظرات الأطفال اللاجئين وهم يستقبلوننا بالابتسامة وبعلامات النصر والأسئلة التي تنطق براءة حينما استوقفتهن لأسألهن عن أسماءهن فيخبرونني بضحكات وتبادرني إحداها بالسؤال عن سبب وجودي هنا وتصويري لهن وأجاوبها بأننا نسعى أن يسترجعن بيتهن ويعودوا إلى سوريا !! وفجأة وبدون مقدمات يهربن خوفا من العودة للحرب وذكريات طريق الهرب والنزوح التي اعتقد أن ذكراها للكبار مؤلمة فكيف بصغار لاحول لهم ولاقوة !!
لازلت أتذكر لحظة اقتربنا من هذا البيت وكيف انطلقت هذه الأم خارجة من البيت تتلقف أطفالها وتمسك بهم بقسوة وتجرهم للبيت في خوف وارتجاف متلفتة قد لفت خمارها تغطي وجهها مرعوبة من هذا الغريب الذي قدم إليها ،، فمشهد سياراتنا الاربع وقد خرج منها أشخاص بكاميرات لن تفسر هذا الأمر سوى أنهم رجال النظام السوري قد أتوا لها وأطفالها !!
قام مرافقنا بطمأنتها وتذكيرها بأننا مجرد مجموعة خيرية من الأطباء والاعلاميين قد جئنا لها ببعض الغذاء والمال ولعب الأطفال ، إن الأمر المحزن أكثر عندما علمنا بأنها بكماء تعاني من صعوبة في النطق وهي تحاول الشرح لنا بأنها لا تعرف عن زوجها شيئا منذ أشهر عندما لم يسمح له الجنود على الحدود بالمرور معهم للبنان !! لكم أن تتخيلوا الغربة بلا مأوى ولا عائل !! سوى صدقات اللبنانيين والكرماء
قام مرافقنا بطمأنتها وتذكيرها بأننا مجرد مجموعة خيرية من الأطباء والاعلاميين قد جئنا لها ببعض الغذاء والمال ولعب الأطفال ، إن الأمر المحزن أكثر عندما علمنا بأنها بكماء تعاني من صعوبة في النطق وهي تحاول الشرح لنا بأنها لا تعرف عن زوجها شيئا منذ أشهر عندما لم يسمح له الجنود على الحدود بالمرور معهم للبنان !! لكم أن تتخيلوا الغربة بلا مأوى ولا عائل !! سوى صدقات اللبنانيين والكرماء
يحدثوننا عن مجموعة من النازحين الشباب وقد قابلناهم في غرفة تحوي ١٠ منهم الحديث معهم ذو شجون والاكثر دهشة عندما علمت لاحقا بأن سبب لقاءنا بهم لأن أحدهم لازالت الرصاصة عالقة في فخذه !! ويبحثون عن مستشفى يجري له عملية نزعها دون أن يلحق به استجواب وتحقيقات أو مساءلة أمنية حيث لا إثبات ولا دليل في حرب لا تعرف منها عدوك من صديقك
زين .. حمصية شجاعة تحمل في قلبها جيشا من الشجاعة والحكمة والوفاء للوطن والأرض ، خلال يومين تعلمت الكثير مما يمكن أن يصنعه شخص واحد إذا كان يتحلى بالقوة والطاقة التي تكاد تشعر بها من حولها !! عندما تتحدث عن أحوال اللاجئين وقصصهم ..
تحدثني كثيرا عن أهلها عن الغربة عن الشوق للبيت للطلابها لمدرستها ، عن الظلم والطغيان عن العجز عن الذل عن المهانة ، عن الشهادة عن الصبر ولذة البذل والتطوع ، عن الطموح والمستقبل والحياة بأمان ،،
تحدثني كثيرا عن أهلها عن الغربة عن الشوق للبيت للطلابها لمدرستها ، عن الظلم والطغيان عن العجز عن الذل عن المهانة ، عن الشهادة عن الصبر ولذة البذل والتطوع ، عن الطموح والمستقبل والحياة بأمان ،،
تم التصوير ضمن رحلة ليان الإغاثية الأولى
ليان | layangcc.net
ليان، فريق إعلامي خليجي تطوعي، مختص بتغطية مأساة اللاجئين السوريين في لبنان
ليان | layangcc.net
ليان، فريق إعلامي خليجي تطوعي، مختص بتغطية مأساة اللاجئين السوريين في لبنان